الوقت- أصدر ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، قرار أعفى بموجبه ولي عهده محمد بن نايف من ولاية العهد، وعين نجله محمد بن سلمان وليا للعهد، وذلك في أمر ملكي أصدره صباح الأربعاء، وبموجب الأمر الملكي عين وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان وليا للعهد، ونائبا لرئيس مجلس الوزراء، كما احتفظ بمنصبه وزيرا للدفاع، فيما أعفي بن نايف كذلك من منصبه وزيرا للداخلية، وعين مكانه الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز، وسنعرض في التقرير الآتي كيفية تناول اشهر الصحف البريطانية والأمريكية الناطقة باللغة الانكليزية لهذا الملف.
الغارديان: الاضطرابات تجتاح الممكلة
صحيفة الغارديان البريطانية قالت إن الملك سلمان طرد ابن أخيه ولي العهد من السعودية، وحل محله ابنه محمد بن سلمان في سعي لإعادة النفوذ الاقليمي للسعودية مع الوريث البالغ من العمر 31 عاما، حيث تم الإعلان عن هذه الخطوة بموجب مرسوم ملكي بعد منتصف الليل مباشرة، الأمر الذي يثير الدهشة حيث تشهد السعودية توترا ملحوظا في ملف بن سلمان خلال السنوات الثلاث الماضية، وتأتي هذه الاضطراب بعد سلسلة من التحركات في السعودية التي عادة ما توصف بالحذرة، والتي شهدت في الأسابيع الأخيرة إعادة تقويم العلاقات مع واشنطن وفتح هجوم دبلوماسي على قطر بقيادة مكتب بن سلمان، في حين تمضي السعودية قدما في حربها على اليمن.
وتابعت الصحيفة: وعلى النقيض من ذلك، فإن بن نايف، وزير الداخلية السابق ومدير الاستخبارات، وحليف أمريكا التقليدي، قد ازداد تهميشه في الفترة الأخيرة، حيث لم يعط سوى القليل من الوقت للقاء دونالد ترامب خلال زيارته الأخيرة للرياض في ايار / مايو الماضي، والذي اعتبر على نطاق واسع انه قد عجل بالتغيير في الخلافة السعودية، والدور الجديد يرسخ الصلاحيات التي كان بن سلمان ينفذها منذ أن صعد والده للعرش في يناير 2015، أي إنه ومنذ ذلك الحين، قام بتوطيد نفوذه أكثر من أي شخص آخر في المملكة، وتصدر خططا لخصخصة شركة النفط الحكومية، حيث تتولى شركة أرامكو المسؤولية عن الحرب في اليمن وتتولى ايضاً واحدة من أكبر ميزانيات الأسلحة في العالم.
الاندبندنت: توريث محمد بن سلمان للعرش قرار مفاجئ
أما صحيفة الاندبندنت البريطانية فقد قالت إن ترقية ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى ولي العهد ليحل محل ابن عمه كانت بمثابة اعلان مفاجئ، على الرغم من أن تعزيز محمد بن سلمان كان متوقعا بين الدوائر القريبة، إلا أنه جاء في وقت تواجه فيه المملكة تصعيدا في التوترات مع قطر وإيران، وحرب اليمن.
وكان محمد بن سلمان مسؤولا عن إدارة حرب السعودية في اليمن، وهو الذي يملي سياسة الطاقة ذات التأثيرات العالمية ويخطط للمملكة في سعي منه لبناء مستقبل اقتصادي بعد النفط، أي إن الخلافة الملكية في أكبر مصدر للنفط في العالم ويتم فحصها عن كثب فيأتي الإعلان المفاجئ بعد سنوات من التغيرات الكبيرة التي حدثت بالفعل في السعودية، والتي أذهلت الحلفاء في عام 2015 من خلال شن حرب جوية في اليمن، وخفض الدعم واقتراح الخصخصة الجزئية لشركة أرامكو النفطية في عام 2016، ففي العام الماضي، أعلن محمد بن سلمان، عن تغيرات واسعة النطاق تهدف، كما قال، إلى إنهاء "إدمان" المملكة على النفط.
واشنطن بوست: تحول زلزالي في خط الخلافة الملكية يضرب السعودية
أما هذه الصحيفة الأمريكية فقد قالت إن رفع الملك السعودي سلمان ابنه البالغ من العمر 31 عاما في 21 حزيران / يونيو ليصبح ولي العهد هو تحول زلزالي في خط الخلافة الملكية، الأمر الذي قد يكون له تداعيات عميقة على المملكة الغنية بالنفط في الشرق الأوسط بشكل عام في سلسلة من المراسيم الملكية، التي نشرتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية، جرد الملك ولي العهد محمد بن نايف من منصبه، هذه الشخصية القوية حيث كان وزير الداخلية يشرف على أمن المملكة وعمليات مكافحة الإرهاب، حيث أعفي من جميع مناصبه وفقا للمراسيم الملكية، وسيصبح الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد الجديد، نائب رئيس الوزراء في المملكة، مع الإبقاء على سيطرته على وزارة الدفاع، ويشكل الإعلان المفاجئ المرة الأولى منذ أن أعلن الحاكم السعودي الملك عبد العزيز بن سعود أن العاهل السعودي عين ابنه وليس شقيقه وريثا له، وهي المرة الثانية منذ تأسيس المملكة في عام 1932 م، حيث تم تعيين حفيد ابن سعود ولي العهد، كما أن هذه الخطوة تعزز السلطة داخل أسرة الملك سلمان، في حين تضعف نفوذ أسر إخوته وأبنائهم.
وتابعت الصحيفة الامريكية: يأتي هذا التغيير في وقت حرج للمملكة الإسلامية السنية في الوقت الذي تتصدى فيه للتداعيات الاقتصادية الناجمة عن انخفاض أسعار النفط وحملة عسكرية مكلفة تقودها ضد اليمن البلد الحدودي المجاور، بينما تتوجه المملكة إلى عدد من الدول العربية التي بدأت حملة مثيرة للجدل لعزل دولة قطر في الخليج الفارسي متهمة اياه بدعم الارهاب وتمويله.
نيويورك تايمز: السعودية أكثر بلد يتمتع بنظام ملكي مطلق في الخليج الفارسي
أما هذه الصحيفة الامريكية فقد قالت إن الملك سلمان شجع ابنه محمد بن سلمان البالغ من العمر 31 عاما على أن يكون الوريث المقبل على العرش، ما يعزز من قدرة الزعيم الشاب في الوقت الذي تعاني فيه المملكة من انخفاض أسعار النفط، وسلسة من الصراعات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث يؤدي إعادة التنظيم الملكي إلى إنهاء مهنة الأمير محمد بن نايف، الذي شغل منصب وزير الداخلية، وحظي باحترام واسع من قبل السعوديين وحلفائهم الأجانب لتفكيك شبكات القاعدة داخل المملكة.
وتابعت الصحيفة الامريكية: إن السعودية هي واحدة من دول العالم القليلة المتبقية بشكل ملكي مطلق، فجميع القرارات الرئيسية هي ملك الملك، حيث يستخدمها الملك سلمان لتمكين ذريته، وقد أدى ارتفاع نجم الأمير محمد بن سلمان السريع إلى الشك في أن والده أراد أن يجعل منه الملك القادم؛ وقد تولى الأمير الشاب بسرعة أدوارا بارزة في التعامل مع بعض أهم ملفات المملكة، حيث يعتبر ولي العرش الجديد ووزير الدفاع، المسؤول الرئيسي عن التدخل العسكري للمملكة في اليمن، حيث يقود تحالفا من الحلفاء العرب حملة ضد اليمن حيث أحرزت هذه الحملة تقدما محدودا في أكثر من عامين، واتهمت جماعات حقوق الإنسان السعوديين بقصف المدنيين، وتدمير اقتصاد أفقر بلد في العالم العربي، وتفاقم الأزمة الإنسانية إثر فرض الحصار الجوي والبحري.